- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org

خلاصة القصة
“رحلة البحث عن تنمية الذات: استكشاف قصة حلم غراسا“
قصة حياة الملهمة غراسا ماشيل، ورحلتها لتحقيق حلمها في غرس حب القراءة والتعلم في أطفال الموزمبيق وجميع أطفال إفريقيا.
- التصنيف: قراءة وتعلم
- تأليف: ميليسا فاجان
- ترجمة: فايزة ميهوبي
- تنسيق التصميم: وفاء النجار
كَانَتْ غراسا عَلَى وَشْكِ أَنْ تُوْلَدَ فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ فِي المُوزَمْبِيق. كَانَتِ الْبِلَادُ فَقِيرَةً وَلَمْ يَنَلِ النَّاسُ اسْتِقْلَالَهُمْ بَعْدُ. لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ مَدَارِسٌ جَيِّدَةٌ لِلْأَطْفَالِ وَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ الْكَثِيرِ مِنْهُمُ الْقِرَاءَةُ. كَانَ حُلْمُ وَالِدَةِ غراسا تَوْفِيرَ فُرَصٍ أَفْضَلَ لِأَطْفَالِهَا. وَلَكِنْ بِدُونِ التَّعْلِيمِ كَانَ الأَمَلُ ضَئِيلًا.

كَانَتْ غراسا سَتَكُونُ الطِّفْلَ السَّادِسَ فِي الْعَائِلَةِ. إِلَّا أَنَّ هَذِهِ السَّعَادَةَ تَزَامَنَتْ مَعَ حُزْنٍ كَبِيرٍ. فَقَدْ كَانَ وَالِدُهُمُ الْحَبِيبُ يُحْتَضِرُ. وَكَانَ يَحْلُمُ بِأَنْ تَحْصُلَ ابْنَتَهُ الصُّغْرَى عَلَى تَعْلِيمٍ جَيِّدٍ. فَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ التَّعْلِيمَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَمْنَحَهَا فُرَصًا لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الحُصُولُ عَلَيْهَا مِنْ قَبْلُ. لِهَذَا تَعَهَّدَتْ عَائِلَتُهُ بِتَحْقِيقِ حُلْمِهِ.

وُلِدَتِ الطِّفْلَةُ الْجَدِيدَةُ لِلْعَائِلَةِ بَعْدَ بِضْعَةِ أَسَابِيعَ فَقَطْ مِنْ وَفَاةِ الْوَالِدِ. وَأُعْطِيَتْ اسْمًا يَتَنَاسَبُ مَعَ الْجَمَالِ وَالْبَرَكَةِ الَّتِي حَلَّتْ وَهُوَ غراسا. وَبِمُرُورِ السَّنَوَاتِ، جَلَبَتْ غراسا الْكَثِيرَ مِنَ الْفَرَحِ لِأُسْرَتِهَا كَمَا حَافَظُوا عَلَى الْوَعْدِ الَّذِي قَطَعُوهُ لِوَالِدِهِمْ بِأَنْ يَمْنَحُوا غراسا تَعْلِيمًا جَيِّدًا.

عَمِلَتْ غْرَاسَا بِجِدٍّ فِي الْمَدْرَسَةِ وَتَلَقَّتْ هَدِيَّةً مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُغَيِّرَ حَيَاتَهَا. كَانَتْ مِنْحَةً لِلدِّرَاسَةِ فِي وَاحِدَةٍ مِنَ الْمُدُنِ الْكُبْرَى وَالْغَنِيَّةِ.. كَانَتْ تَحْلُمُ بِأَنْ تُصْبِحَ مُعَلِّمَةً وَتُسَاهِمَ فِي تَعْلِيمِ الْآخَرِينَ. كَانَتْ تَوَدُّ مِنْ أَطْفَالِ بَلَدِهَا الْحَبِيبِ المُوزَمْبِيق أَنْ يَتَعَلَّمُوا الْقِرَاءَةَ وَالْكِتَابَةَ. كَانَتْ تَحْلُمُ بِالْيَوْمِ الَّذِي سَيَذْهَبُ فِيهِ جَمِيعُ الْأَطْفَالِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ.

حَقَّقَتْ غراسا أَفْضَلَ مَا لَدَيْهَا فِي مَدْرَسَةِ الْمَدِينَةِ وَتَحَصَّلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَوَاتٍ عَلَى مُكَافَأَةٍ أُخْرَى وَالَّتِي كَانَتْ عِبَارَةً عَنْ مِنْحَةٍ أُخْرَى لِلدِّرَاسَةِ فِي جَامِعَةٍ بِالبُرْتُغَالِ. حَيْثُ قَابَلْتْ أَصْدِقَاءَ جُدُدًا، وَتَعَلَّمْتْ لُغَاتٍ جَدِيدَةً وَقَرَأَتِ الْكَثِيرَ مِنَ الْكُتُبِ. وَحَقَّقَتْ حُلْمَهَا بِأَنْ تُصْبِحَ مُعَلِّمَةً.
كُلُّ هَذَا جَعَلَ غْراسَا سَعِيدَةً جِدًّا. إلا أنًهُ كَانَ هُنَاكَ شَيْئٌ وَحِيدٌ لَا زَالَ يُؤَرِّقُهَا…

فَبِرُجُوعِهَا إِلَى مَوْطِنِهَا كَانَ النَّاسُ لَمْ يَتَحَصَّلُوا عَلَى حُرِّيَتِهِمْ بَعْدُ، وَلَكِنَّ غْراسَا الْآنَ مُتَعَلِّمَةٌ وَتَمْلِكُ الْمَهَارَاتِ وَكَذَلِكَ الْأَمَلَ. كَمَا كَانَ لَهَا أَيْضًا أَصْدِقَاءٌ يُدَافِعُونَ عَنْ حَقِّ الْأَطْفَالِ فِي التَّعَلُّمِ. فَقَدْ أَرَادَتِ اسْتِخْدَامَ مَعْرِفَتِهَا بِمُسَاعَدَةِ أَصْدِقَائِهَا بِهَدَفِ إِحْدَاثِ التَّغْيِيرِ فِي المُوزَمْبِيقَ.

أَخِيرًا وَبِمُسَاعَدَةِ أَصْدِقَائِهَا، أَصْبَحَتِ المُوزَمْبِيقُ حُرَّةً!

كَانَ الرَّجُلُ اْلمُخْتَارُ لِقِيَادَةِ الْبِلَادِ هُوَ صَدِيقُهَا الْمُقَرَّبُ، سامورا مَاشِيلَ والّذِي اخْتَارَ غراسَا لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ بَعْدَهَا.

أُوكِلَتْ لِغراسا مَهَمَّةُ التَّأَكُّدِ مِنْ حُصُولِ جَمِيعِ أَطْفَالِ المُوزَمْبِيقِ عَلَى تَعْلِيمٍ جَيِّدٍ. كَانَتْ مَهَمَّةً صَعْبَةً بِسَبَبِ كَثْرَةِ الْأَطْفَالِ غَيْرِ الْمُتَعَلِّمِينَ فِي المُوزَمْبِيقِ. كَانَتْ تَعْلَمُ بِأَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى التَّعَلُّمِ وَكَانَتْ تُرِيدُ إِحْدَاثَ تَغْيِيرٍ حَقِيقِيٍّ فِي المُوزَمْبِيق. فَبَدَأْتْ بِالْمَدَارِسِ الاِبْتِدَاْئِيَّةِ وَإِحْضَارِ الْأَوْلَادِ وَالْبَنَاتِ إِلَى الْفُصُولِ الدِّرَاسِيَّةِ.
وَكَانَ مَحْوُ الِأُمِّيَّةِ وَتَوْفِيرُ الْكُتُبِ لِلْأَطْفَالِ مِحْوَرَ تَرْكِيزِهَا.

أَنْجَبَتْ غْرَاسَا وَزَوْجُهَا سَامُورا طِفْلَيْنِ. وَتَقَاسَمَا مَعًَا حُلْمَ خَلْقِ حَيَاةٍ طَيِّبَةٍ لِأُسَرِهِمْ وَلِلشَّعْبِ المُوزَمْبِيقِيِّ كَكُلِّ. كَانَا سَعِيدَيْنِ وَمُفْعَميْنِ بِالتَّفَاؤُلِ..
وَذَاتَ يَوْمٍ، تُوُفِّيَ سامورا فِي حَادِثِ تَحَطُّمِ طَائِرَةٍ.

حَزِنَتْ غراسا عَلَى سَامورا لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، وَلَكِنَّهَا قَابَلَتْ مَرَّةً أُخْرَى رَجُلًا قَضَى حَيَاتَهُ أَيْضًا بِحُلْمِ جَلْبِ الحُرِّيَّةِ وَالِأَمَلِ لِوَطَنِهِ وَتَعْلِيمِ شَعْبِهِ.
تَزَوَّجَتْ غراسا مِنْ نِيلْسُونْ مَانْدِيلَا وَعَمِلَا مَعًا عَلَى مُسَاعَدَةِ أَطْفَالِ إِفْرِيقِيَّا.
