- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org

خلاصة القصة
“رحلة البحث عن كائنات حية: استكشاف قصة البطريق“
هل سمعتم عن طائر لا يطير؟ أجل، إنه البطريق. تعرفوا على حياته في نصف الكرة الجنوبي، وحركاته المميزة والمضحكة، وعائلته السعيدة.
- التصنيف: كائنات حية
- تأليف: ألينا لاكْروَا
- ترجمة: نـدى لـبـَّد
- تنسيق التصميم: سناء الكحلوت
البِطْرِيقُ
البِطْرِيقُ هو نوعٌ غريبٌ مِنَ الطُّيورِ، فَهُوَ مُخْتَلِفٌ جِدًّا عَنْ مُعظَمِهِم؛ لِأَنَّهُ لَا يَطِيرُ، وَلَكِنَّهُ يَسْبَحُ.
تُعَدُّ الْبَطَارِيقُ مِنَ الطُّيُورِ الْمَائِيَّةِ.

البِطْريقُ بَارعٌ في الْعَيْشِ فِي الْمُحِيطِ. يَمْتَلِكُ الْبِطْرِيقُ زَعَانِفَ بَدَلاً مِنَ الْأَجْنِحَةِ، ويَسْتَخْدِم هَذِهِ الزَّعَانِفَ لِيَدْفَعَ نَفْسَهُ عَبْرَ الْمَاءِ. أقْدَامُهُ غِشَائِيَّةٌ مِثْلَ أَقْدَامِ البَطِّ، ويَسْتَخْدِمُها للتَّوجِيهِ وَالرَّكْلِ.

تَمْتَلِكُ مُعْظَمُ الطُّيُورِ عِظَامًا جَوْفَاءَ، وَهَذَا مَا يَجْعَلُها خَفِيفَةً بِما يَكْفي لِلطَّيَرَانِ. غَيْرَ أَنَّ عِظَامَ الْبِطْرِيقِ صَلْبَةٌ، وَذَلِكَ يُسَاعِدُهُ عَلَى الْغَوْصِ فِي أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ بِسُهُولَةٍ.

يَمْتَازُ الْبِطْرِيقُ بِبَطْنِهِ الْأَبْيَضِ، وَظَهْرِهِ دَاكِنِ اللَّوْنِ، وَيُعَدُّ ذَلِكَ شَكْلاً مِنْ أَشْكَالِ التَّمْوِيهِ، فَالتَّمْوِيهُ يُسَاعِدُ الْحَيَوَانَاتِ عَلَى الْاخْتِبَاءِ.

التَّمْويهُ مُفِيدٌ جِدًّا لِلْبِطْرِيقِ فِي الْمُحِيطِ، إذْ يُوفِّرُ غِطَاءً يَحْمِي الْبِطْرِيقَ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الْمُفْتَرِسَةِ الْمَوْجُودَةِ فِي الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلِ. مِنَ الْأَعْلَى، َيَنْدَمِجُ لَوْنُ الْبِطْرِيقِ مَعَ أَعْمَاقِ الْمُحِيطِ الدَّاكِنَةِ. مِنَ الْأَسْفَلِ، يَنْدَمِجُ لَوْنُ الْبِطْرِيقِ مَعَ السَّمَاءِ الْفَاتِحَةِ.

تَسْتَمِرُ طُيُورُ الْبِطْرِيقِ فِيْ عَائِلاتِهَا فَتْرَةً طَوِيْلَةً، وَتَتَزاوجُ مَعَ نَفْسِ الشَّرِيكِ كُلَّ عَامٍ. كُلُّ بِطْرِيقٍ لَدَيْهِ أُغْنَيَةُ تَزَاوُجٍ فَرِيدَةٌ مِنْ نَوْعِهَا يَسْتَخْدِمُهَا للتَّعَرُّفِ عَلَى شَرِيكِهِ. وَبِمُجَرَّدِ أَنْ تَضَعَ الْأُنْثَى الْبَيْضَةََ؛ يُسَاعِدُ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى بَعْضَهُمَا لِرِعَايَةِ الصَّغِيرِ.

يَمْتَلِكُ الْبِطْرِيقُ رِيشًا كَثِيفًا يُسَاعِدُهُ عَلَى التَّكَيُّفِ مَعَ الْعَيْشِ فِي الْمِيَاهِ الْبَارِدَةِ. الرِّيشُ مُتَقََارِبٌ جِدًّا وَمُقَاومٌ لِلْمَاءِ أَيْضًا. تُوجَدُ أًسْفَلَ الرِّيشِ الْكَثِيفِ طَبَقَةٌ مِنَ الرِّيشِ النَّاعِمِ لِكَيْ تَحْفَظَ الْهَوَاءَ الدَّافِئَ الْمُحيطَ بِالْجِلْدِ.

يُقَاوِمُ الْبِطْرِيقُ الْمَاءَ بِتَغْطيةِ رِيشِهِ بِطَبَقةٍ مِنَ الزَّيْتِ. حَيْثُ يَمْتَلِكُ اْلبِطْرِيقُ غُدَّةً قُرْبَ ذَيْلِهِ تَسْمَحُ لَهُ بِإفْرَازِ الزَّيْتِ ونَشْرِهِ عَلَى الرِّيشِ عِنْدَمَا يَلْمِسُ الغُدَّةَ بِمِنْقَارِهِ.

يَحْتَاجُ اْلبِطْرِيقُ إِلَى رِيشٍ صِحِّيٍّ لِلْبَقَاءِ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ. يَعْتَنِي اْلبِطْرِيقُ بِرِيشِهِ جَيِّدًا، فَيَسْتَخْدِمُ مِنْقَارَهُ لِتَنْظِيفِهِ وَالْحِفَاظِ عَلَى صِحَّتِهِ.

عِنْدَمَا تَطْرَحُ طُيورُ الْبِطْرِيقِ رِيشَهَا، فَإنَّهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ تَكُونُ غَيْرَ قَادِرَةً عَلَى الصَّيْدِ؛ بِسَبَبِ ظُهُورِ طَبَقَةِ الرِّيشِ النَّاعِمَةِ السُّفْليّة غَيْرِ الْمُقََاوِمَة لِلْمَاءِ. وَلِهَذَا، فَإِنَّ طُيُورَ الْبِطْرِيقِ تَأْكُلُ كَثِيرًا قَبْلَ أنْ تَطْرَحَ رِيشَهَا.

يَتَعَرَّضُ رِيشُ الْبِطْرِيقِ لِلْكَثِيرِ مِنَ التَآكُلِ وَالتَّلَفِ. وَلِمَنْعِ الرِّيشِ مِنَ التَّآكُلِ، تَقُومُ مُعْظَمُ طُيُورِ الْبِطْرِيقِ بِطَرْحِ رِيشِهَا مرَّةً وَاحِدَةً فِي السَّنَةِ. يَتَسَاقَطُ الرِّيشُ الْقََدِيمُ لِكَيْ يَنْمُوَ مَحَلَّهُ الرِّيشُ الْجَدِيدُ.

لَا تَزَالُ الطَّبَقَةُ الْخَارِجِيَّةُ مِنَ الرِّيشِ الْأَكْثَرُ كَثَافَةً لَدَى صَغِيرِ الْبِطْرِيقِ فِي طَوْرِ النُّمُوِ، وَلِهَذَا، عَلَى الْوَالِدَيْنِ تَوْفِيرُ الطَّعَامِ لَهُ. يَفْعَلُ الْوَالِدَانِ ذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ اجْتِرارِ الطَّعَامِ. حيثُ يَصْطَادُ الْوَالِدُ الطَّعَامَ وَيُمْسِكُ بِهِ، ثُمَّ يُلْقِيهِ فِي مِنْقََارِ صَغِيرِهِ.

تَتَغَذَّى طُيُورُ الْبِطْرِيقِ عَلَى الْحَيَوَانَاتِ الْبَحْرِيَّةِ، فَتَصْطَادُ الْحَبَّارَ وَالْمَحَارَ وَالْأَسْمَاكَ الْأُخْرَى. وَمَا يُسَاعِدُهُمْ عَلَى الصَّيْدِ وَإيجَادِ الطَّعَامِ هُوَ مَهَارَتُهمِ الْجَيِّدةُ فِي السِّبَاحَةِ.

يُعَدُّ الْبِطْرِيقُ الْإمْبِرَاطُورُ أَطْوَلَ أَنْوَاعِ الْبِطْرِيقِ فِي أَنْتَارْكْتِيكَا (القَارَّةُ الْقُطْبِيَّةُ الْجَنُوبِيَّةُ). يَضَعُ الْبِطْرِيقُ الْإمْبِرَاطُورُ بَيْضَةً وَاحِدَةً فِي كُلِّ مَرَّةٍ. بَعْدَ أنْ تَضَعَ أُنْثَى الْبِطْرِيقِ الْبُوَيْضَةََ، تُمَرِّرُهَا إِلَى الْبِطْرِيقِ الذَّكَرِ لكَيْ تَفْقِسَ. يَجِبُ أنْ تَمُرَّ الْبَيْضَةُ بِحِرْصٍ شَدِيدٍ. مِنَ الْمُهِمِّ عَدَمُ تَرْكِ الْبَيْضَةِ فِي الْبَرْدِ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ وَإلَّا سَتَجْمَدُ.

هُناك ثَمَانِيَةََ عَشَرَ نَوْعًا مُخْتَلِفًا مِنْ طُيورِ الْبِطْرِيقِ. فَهِي مُخْتَلِفَةٌ فِي الْحَجْمِ وَاللَّوْنِ،وَتَعِيشُ فِي جَمِيعِ أنْحَاءِ النِّصْفِ الْجَنُوبِيِّ لِلْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ.

تَضَعُ طُيُورُ الْبِطْرِيقِ الْبَيْضَ مِثْلَ الطُّيُورِ الْأُخْرَى، وَلَكِنْ لَا تَبْنِي كُلُّ طُيُورِ الْبِطْرِيقِ عُشًّا. وَبَدَلاً مِنْ ذَلِكَ، يَحْمِلُ ذَكَرُ الْبِطْرِيقِ الْإِمْبِرَاطُورُ الْبَيْضَةَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ،وَيَحْمِيهَا مِنَ الْبَرْدِ بِاحْتِوَائِها بَيْنَ رِيشِ بَطْنِهِ.

لَا تَعِيشُ كُلُّ طُيُورِ الْبِطْرِيقِ فِي الثَّلْجِ. هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنْ طُيُورِ الْبِطْرِيقِ تَعِيشُ فِي أَفْرِيقِيَا، وَتَبْنِي أَعْشَاشَهَا تَحْتَ الشُّجَيْرَاتِ وَالصُّخُورِ لتَجَنُّبِ أَشِعَّةَِ الشَّمْسِ الْحَارِقَةِ.

طُيُورُ الْبِطْرِيقِ المُتَوَّجَةُ هِيَ فَقََطْ مَنْ تَأْتِي إِلَى الشَّاطِئِ لِلتَّنَاسُلِ وَرِعَايَةِ صِغَارِهَا. تَضَعُ الْإنَاثُ بَيْضَتَيْنِ. الْبَيْضَةُ الثَّانِيَةُ غَالِبًا مَا تَكُونُ أَكْبَرَ مَرَّتَيْنِ مِنَ الْبَيْضَةِ الْأُولَى، وَهِيَ مُرَجَّحَةٌ أَكَْثَرَ لِأَنْ تَصِلَ إِلَى مَرْحَلَةِ الْبُلُوغِ.

يُعَدُّ الْبِطْرِيقُ الْقَزَمُ مِنْ أَصْغَرِ أَنْوَاعِ الَبِطْرِيقِ، وَيُعْرَفُ بِأَسْمَاءَ عِدَّةٍ. قَدْ يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْبِطْرِيقِ الْأًزْرَقِ أَوِ الْبِطَرِيقِ الْخَيَالِيِّ.

يَمْتَلِكُ الْبِطْرِيقُ شَرِيطِيُّ الذَّقْنِ خَطًّا رَفِيعًا أَسْوَدًا حَوْلَ ذَقْنِهِ. وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِالنَّوْعِ الْأَكْثَرِ عُدْوانِيَّةً مِنْ بَيْنِ أَنْوَاعِ اْلبِطْرِيقِ.

تَسْتَخْدِمُ طُيُورُ الْبِطْرِيقِ عِدَّةَ طُرُقٍ لِتَبْرِيدِ نَفْسِهَا فِي الْمُنَاخَاتِ الدَّافِئَةِ. إِذْ يُمْكِنُهَا اسْتِخْدَامُ رِيشِهَا لِلْحِفَاظِ عَلَى الْبُرُودَةِ وَالحَرَاَرَةِ. فَعِنْدَمَا يَنْفُخُ اْلبِطْرِيقُ ريِشَه، يَسْمَحُ للهَواءِ البَارِدِ بالوُصُولِ إلى جِلْدِه.ويُمْكِنُها أيضًا أنْ تَلْهَثَ، حيثُ يجْعَلُ اللُّهَاثُ الحَلْقَ والفَمَ بَارِدًا. تُسْهِمُ رَفْرَفَةُ الزَّعَانِفِ في الهَوَاءِ أيضًا في إِطْلَاقِ الحَرَارة.

تُعَدُّ طُيُورُ البِطْرِيقِ مِنَ الأَنْواعِ المُهَدَّدَةِ بالانْقِراضِ. هَذَا يَعْنِي أَنَّها عُرضَةٌ لخَطَرِ الاخْتِفَاء.
يَجْعلُ التَّلَوُّثُ والتَّغَيُّر المُنَاخِيُّ واصْطِيادُ الكَثِيرِ مِنَ الأَسْمَاكِ بَقَاءَ طُيُورِ البِطْرِيقِ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة أمْرًا صَعْبًا. يَجِبُ أنْ نَكُونَ حَذِرِينَ لمُسَاعَدَةِ جَمِيْعِ أَنْواعِ البِطْرِيق الثًّمَانِيَةَ عَشْرَ عَلى البَقَاءِ في المُسْتَقْبَل.
