- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org

خلاصة القصة
“رحلة البحث عن الجمال: استكشاف قصة الأرنبة والزهرة“
أرنبة شغوفة بالزهور وبكل ما هو جميل ومدهش، ولكن كعادة الأشياء فحتى الجمال فانٍ، لذلك تدرك صديقتنا الأرنبة الجميلة أهمية الأصدقاء فوحدهم يبقون.
- التصنيف: سلوك وقيم
- تأليف: ساربست برايان
- ترجمة: محمد إسماعيل
- تنسيق التصميم: سناء الكحلوت
ذَاتَ مَرَّةٍ وَجَدَتْ الأَرْنَبَةُ لُولُو إِحْدَى أَجْمَلِ الزَّهْرَاتِ.

تَعَلَّقَتْ الْأَرْنَبَةُ لُولُو بِالزَهرةِ، وَأَبْقَتْهَا بِجَانِبِهَا فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ.

شَعَرَتْ بِالسَّعَادَةِ بِإِبْقَائِهَا بِجَانِبِهَا والنَّظَرِ إلَيْهَا فِي كُلِّ الأَوْقَاتِ.

بِمُرُورِ الوَقْتِ حَلُمَتْ بِهَا في نَوْمِها، وَكَانَ نَوْمُهَا مُزْعِجًا وغَيْرَ مُرِيحٍ، لِمَاذَا ذَلِكَ؟
كَانَت زَهْرَةً جَمِيلَةً جَعَلَتْهَا تَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ طَوَالَ الْيَوْمِ، فلِمَاذَا لَمْ تَسْتَطِعْ النوْمَ جَيِّدًا بِالَّليْلِ؟

فِي أَحَدِ الأَيَّامِ زَارَتْ العَصَافِيرُ الْأَرْنَبَةَ وَرَأَوْا الزَّهْرَةَ الْجَمِيلَةَ: «أَهْلًا أَيَّتُهَا الأَرْنَبَةُ يَا لَهَا مِنْ زَهْرَةٍ جَمِيلَةٍ الَّتِي تَمْتَلِكِينَهَا هُنَاكَ.»
أَجَابَتْ الْأَرْنَبَةُ: نَعَمْ، إِنَّهَا نَادِرَةٌ.

قَالَتْ الْعَصَافِيرُ: لَا لَا
« يُوجَدُ حَقْلٌ مَلِيءٌ بِهَا، تَعَالَيْ وَانْظُرِي»
«يا إلهي! انْظُرِي لِكُلِّ هَذِهِ الزُهُورِ الكَثِيرَةِ، هذا جَمِيلٌ جِدًّا!»

بَعْدَ مُرُورِ بِضعَةِ أَيَّامٍ زَارَتْ الْعَصَافِيرُ الْأَرْنَبَةَ مَرَّةً أُخْرَى، وَهَذِهِ المَرَّة لَاحَظُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهَا أَيَّةُ زَهْرَةٍ عَلَى الإِطْلَاقِ. سَأَلَتْ الْعَصَافِيرُ: أَيْنَ زَهْرَتُكِ؟
ـ «لَمْ أَعُدْ أُرِيدُهَا بَعْدَ الْآَنِ، لَقَدْ فَقَدَتْ جَاذِبِيَّتَهَا»
سَأَلَتْ العَصَافِيرُ: جَاذِبِيَّتُهَا؟ مَاذَا تَعْنِينَ أَيَّتُهَا الْأَرْنَبَةُ؟
أَجَابَتْ الْأَرْنَبَةُ: انْظُرُوا، يُوجَدُ جَمَالٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَفِي كُلِّ فَصْلٍ.

«الْبُحَيْرَاتُ جَمِيلَةٌ.»

«الصَّحَارِي جَمِيلَةٌ.»

«الْجِبَالُ جَمِيلَةٌ.»

«الْجَمَالُ مَوجُودٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَلَكِنَّنَا نَعْتَادُ عَلَى الْجَمَالِ فيَفْقِدُ جَاذِبِيَّتَهُ.»

سَأَلَتْ الْعَصَافِيرُ: أَلَمْ تَعُدْ جَمِيلَةً بَعْدَ الْآَنِ؟
قالَتْ الْأَرْنَبَةُ في حَسْرَةٍ: لَا، لَا، إِنَّهَا تَبقَى جَمِيلَةً وَلَكِنَّنَا لَا نَرَى جَمَالَهَا لأَنَّنَا نَعْتَادُ عَلَيْهَا.

ـ « حَسَنًا؟ إِذن، يُوجَدُ زَهْرَةٌ لَمْ تَرَيْهَا بَعْدُ، إِنَّهَا تُوجَدُ عَلَى قِمَّةِ ذَلِكَ الْجَبَلِ.»
جَالَت الْأَرْنَبَةُ بِبَصَرِهَا وَنَظَرَت لِلأَعْلَى نَحْوَ الْجَبَلِ.

«مَرْحَى! إِنَّهَا زَهْرَةٌ جَمِيلَةٌ!»

وَلِذَلِكَ بَدَأُوا فِي تَسَلُّقِ الْجَبَلِ.
حَسَنًا، بِالنِّسْبَةِ للْعَصَافِيرِ فَقَدَ طَارُوا، بَيْنَمَا الْأَرْنَبَةُ اضْطُرَّتْ لِلتَّسَلُّقِ.

وَتَسَلَّقَتْ.

وَتَسَلَّقَتْ.

وَأَخِيرًا وَصَلَتْ إلى قِمَّةِ الْجَبَلِ بِمُسَاعَدَةِ الْعَصَافِيرِ. قَالَتْ الْعَصَافِيرُ:جَيِّدْ؟
«خُذِيهَا» جَلَسَتْ الْأَرْنَبَةُ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ وَلَمْ تُطِعْهَا نَفْسُهَا أَنْ تَقْطِفَ الزَّهْرَةَ.

أَخِيرًا قَالَتْ:
أَيَّتُهَا الْعَصَافِيرُ، أَصْدِقَائِي الْأَحِبَّاءُ، لَقَدْ تَعَلَّمْتُ شَيْئَاً الْيَوُمَ؛ أَنْتُمْ أَجْمَلُ شَيْءٍ فِي الْعَالَمِ، إِنَّ الْأَصْدِقَاءَ هُمْ جَمَالُ هَذَا الْعَالَمِ.

« حُقُولُ الزُّهُورِ وَالْجِبَالُ وَالْبُحَيْرَاتُ جَمِيعُهُمْ يَبْقَوْنَ وَدَائِمًا مَوْجُودُونَ، بَيْنَمَا الْأَصْدِقَاءُ يَمُرُّونَ بحَيَاتِنَا وَيَخْرُجُونَ مِنْهَا. أَصْدِقَائِي الْعَصَافِيرُ الْأَعِزَّاءُ، الْأَصْدِقَاءُ هُمْ مَن أَحْتَاجُ إليهِم لِيَهْتَمُّوا بِي وَيَبْقَوْا بِجَانِبِي.»
