Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

خلاصة القصة

بعد أن عاش العصفور صوصو مع عائلته على الشجرة الكبيرة الوفيرة، يلاحظ أنها بدأت تجف وقرر أن يساعد الشجرة بمساعدت أصدقائه، فلماذا قرر صوصو ذلك يا ترى؟ وهل تستطيع العصافير الصغيرة حل المشكلة بنفسها؟ تعرفوا على التفاصيل في القصة.

جاوزت الأربعين، لكنها لم تكبر، فما زالت طفلة، تحب الرسم وتسلق الأشجار بعيدا عن أعين الكبار، عندما تصل درجة الحرارة إلى ذروتها تصعد إلى السطح لتلقي بالأشياء الغريبة من هناك، فتسقط ثمار البامبوزا وحبات البلح بحديقة المنزل، لا تحب أن يطلب منها أحد تجهيز الطعام، ولا تحب أن يطلب منها الكبار التوقف عن التعرف على الناس فى الحافلات أو عند محل البقالة، تحب أن تحكى القصص للأطفال الذي تقابلهم فى كل مكان، يمكنكم مناقشتها بسهولة، لكن إياكم أن تصيحوا بوجهها أو ترفعوا أصواتكم عالياً، تحب التين والموز، كتبت أكثر من 250 قصة، وما زال عندها حكايات كثيرة.

من مصر تخرجت من كلية الهندسة الزراعية. منذ الصغر وهي تعشق الرسم وقضت معظم الأوقات وهي شغوفة بالرسم والذي تعود له في كل فرصة ووقت فراغ. بدأت مجال الرسم الديجيتال كرسامة كتب أطفال مؤخرا في محاولة للتعبير عن الطفل ومشاعره وأفكاره من خلال الرسم وتهدف أن تحمل رسوماتها معاني جميلة تكون بمثابة صديق يؤنس أوقاتهم، وتساهم لتصبح كتب الأطفال متاحة لكل أطفال العرب في كل الأوقات، وهو ما دفعها للمشاركة في مشروع حكايات ض2.

كانتِ العصافيرُ تحيَا حياةً هادئةً وسعيدةً 

على شجرةٍ كبيرةٍ وارفةِ الظِّلالِ، تطيرُ كلَّ 

يومٍ في الصَّباح الباكرِ تبحثُ عن الطَّعام 

في السُّهولِ القريبةِ وأعلى التَّلِ ثمَّ

تعودُ في المساءِ وهي تغنِّي. 

في أحَّدِ الأيَّام، بينما كانتِ العصافيرُ الصَّغيرة تطيرُ حولَ 

الشَّجرةِ وهي تغنِّي وتلعبُ معاً في سعادةٍ وتدورُ وتدورُ، 

وتغنِّي بأجملِ الألحانِ؛ وقفَ العصفورُ الصَّغيرُ -صوصو- على 

أحدِ فروعِ الشَّجرة في الصَّباح قبل أنْ يطيرَ ليبحثَ عن طعامٍ؛ 

فلاحظَ شيئاً عجيباً سبَّبَ لهُ الكثيرَ من الانزعاجِ والحيرةِ، 

وأخذَ يفكِّرُ في حلٍّ لتلكَ المشكلة، ثمَّ قالَ في نفسهِ:



سأنتظرُ حتَّى تعودَ باقي 

العصافير في المساءِ 

لنجدَ حلًّا لتلكَ 

المشكلةِ الخطيرةِ.

في المساءِ عادتِ العصافيرُ في جماعاتٍ متعبةً من العملِ طوالَ اليومِ،
والعصافيرُ الصَّغيرةُ تغنِّي وتلعبُ كعادتها.
وقفَ- صوصو- بين العصافير وقال:
يا أصحابي، هناكَ شيءٌ خطيرٌ يحدثُ ولا بُدَّ أنْ نجدَ لهُ حلاًّ!
تجمعَّتِ العصافيرُ حَولَ -صوصو- الذي
أخذَ يشرحُ لهم المشكلة، فقال:
إنَّ أوراقَ الشَّجرةِ بدأتْ تتساقطُ وفروعها بدأتْ تجفُّ…

قاطعهُ أحدُ العصافيرِ وقال:

 يا لها من ملاحظاتٍ تافهةٍ! 

إنَّنا متعَبونَ الآن من العملِ طوالَ 

اليوم، دعنا نستريحُ ثمَّ سنفكِّر 

لاحقًا فيما تقولُ. 

رفعَ -صوصو- صَوتهُ وقال:

صدِّقوني… 

إنَّ الأمرَ خطيرٌ ولا يحتملُ التأجيل! 

قال عصفورٌ آخر: 

أنا لا أرى خطورةً في الأمرِ، إنَّ الأشجارَ 

جميعها تتساقطُ أوراقُها وتجفُّ أغصانُها 

ثمَّ تعودُ وارفةَ الظلالِ منْ جديدٍ.

قالَ صوصو: 

لَسنا في فصلِ الخريفِ حتَّى تتساقطَ الأوراقُ! 

إنَّنا في فصل الصَّيفِ، وفي مثلِ هذا الوقت تكون 

الأشجارُ وارفةَ الظِّلالِ؛ لتحميَ الجميعَ من حرارةِ الشَّمسِ.

قالتِ الأمُّ: وماذا يعني هذا يا صوصو؟

قال صوصو: هذا يعني أنَّ الشَّجرةَ لا تجدُ ماءً، 

وأنَّها تموتُ شيئًا فشيئًا 

من شدَّةِ العطشِ!

سادَ الصَّمتُ بضعَ دقائقَ ولا أحد يتحدَّث.

      قالَ الأبُ: هذا الكلام يعني

 أنَّه من الواجب علَينا أنْ نبحثَ عن 

شجرةٍ أُخرى كبيرة، ننتقلُ إليها ونعيشُ عليها، 

وإن لمْ نجدْها فيجبُ علينا حينئذٍ أنْ نتفرقَ، 

وأن يبحثَ كلُّ عصفورٍ عنْ مكانٍ ينقلُ إليهِ عشَّهُ وصغارَهُ.

حرَّك -صوصو- جناحيهِ وقال:

لا يمكنُ أنْ نتركَ هذهِ الشَّجرة؛ فهي الآن في حاجةٍ إلى مساعدتنا، 

فقد مدَّت لنا يَد العونِ عندما احتجنا إليها، كما أنَّه لا ينبغي أنْ نفترق.

نظرتِ العصافيرُ 

إلى -صوصو- وأخذتْ

 تتحدَّثُ إلى بعضها البعضِ،

قالتِ الأمُّ:

 يا صوصو، إنَّنا عصافيرُ صغيرةٌ، 

ولا نملكُ ما نساعدُ بهِ هذهِ

الشَّجرةَ الكبيرةَ.

قالَ صوصو: 

نحنُ حقّاً صغارٌ… لكنْ يمكنُ أنْ نساعدَ الشَّجرةَ؛ 

فإذا كانتْ لا تستطيعُ أنْ تصلَ إلى الماءِ،

 فعلينا أن نأتي به إليها.

التفتتِ العصافيرُ إلى بعضِها البعضِ في دهشةٍ.

قالَ صوصو:

 يمكنُنا أنْ نحملَ المياهَ من 

البحيرةِ في مناقيرنا إلى الشَّجرة.

 قال العصفور الغضبان: 

مهما فعلنا فَلنْ نستطيعَ إنقاذَ الشَّجرة الكبيرة… 

أرى أنَّهُ من الأسهلِ أنْ نبحثَ عن شجرةٍ أخرى.

نظر إليه صوصو وقال:

 وأنا أرى أنَّ هذهِ الشَّجرةَ

 هي وطني ولنْ أتركهُ، 

وسوفَ أفعلُ كلَّ ما أستطيعُ من أجلِ إنقاذه.

قالَ الأبُ: 

إذن في الصَّباحِ نذهبُ إلى البحيرةِ، 

ونجلبُ الماءَ للشَّجرة. 

وفي الصَّباح الباكر انطلقتْ كلُّ العصافيرِ إلى البحيرةِ، 

لتحملَ المياهَ إلى الشَّجرة التي كادتْ أنْ تموتَ منَ العطشِ، 

وبعدَ مجهودٍ كبيرٍ وعملٍ شاقٍّ طوالَ اليوم في نقلِ المياهِ، 

 وقفَ عصفورٌ أمامَ -صوصو- وقال:

 لقدْ سمعنا كلامَكَ، والنَّتيجةُ كما ترى!

مناقيرنا صغيرةٌ، ولا تحمل من الماءِ 

إلَّا القليلَ، ولمْ تفدِ الشَّجرةَ في شيءٍ.

وقفَ صوصو وقالَ:

 يمكنُ أنْ نبحثَ عن حلٍّ آخرَ.

قاطعهُ العصفورُ الغضبان ساخراً: 

هلْ نطلبُ من النَّهر أنْ يأتيَ بالماءِ إلى الشَّجرة؟

قالَ صوصو: 

لا، يمكن أنْ نحملَ الماء في أوراقِ الشَّجر 

المتساقطةِ على الأرضِ، أو أن تتشارك كلُّ 

مجموعة من العصافير في حمل 

الورقة الممتلئة بالماء.

ردَّ عليه العصفورُ الغضبان قائلاً:

 كفى هُراءً، لنْ أشاركَ في تلكَ الأفكارِ الفاشلة،

 والأفضل أنْ نبحثَ عن شجرةٍ أخرى. 

في اليوم التَّالي تجمَّعت بعضُ العصافير مع -صوصو- 

وحملتِ الماءَ في أوراق الشَّجر إلى الشَّجرةِ العطِشةِ،

وقبلَ حلولِ المساءِ، كانتِ الأرضُ حَول الشَّجرة 

مبلَّلة بالماء، ونامَ الجميعُ من شدَّة التَّعب، 

ولكنْ -صوصو- ظلَّ يراقبُ الشَّجرة.

لمْ تمر أيامٌ قليلةٌ حتَّى نبتت أوراقٌ خضراء صغيرةٌ في الشَّجرة، 

وبدأتْ أغصانُها تتزيَّنُ باللَّونِ الأخضرِ من جديدٍ.

وقفتِ العصافيرُ على فروعِ الشَّجرة منْ جديدٍ،

وقالتْ: 

الحمد لله، لقدْ نجحَ -صوصو- في إنقاذِ الشَّجرة.

ضحكَ صوصو وقال:

 بل نجحنا جميعاً في إنقاذها؛ فهي ليستْ كأيِّ شجرةٍ أخرى…

 إنَّها الوطنُ الذي عشنا فيه، وعشنا معهُ أجملَ الأوقاتِ.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen