Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

المهرج وبائع البوظة

خلاصة القصة

يتصرف صديقنا المهرج ذو الأنف الحمراء بطريقة تجعله يندم، فما الخطأ الذي ارتكبه؟ وماذا كانت النتيجة؟ دعونا نتعرف سويا.

جاوزت الأربعين، لكنها لم تكبر، فما زالت طفلة، تحب الرسم وتسلق الأشجار بعيدا عن أعين الكبار، عندما تصل درجة الحرارة إلى ذروتها تصعد إلى السطح لتلقي بالأشياء الغريبة من هناك، فتسقط ثمار البامبوزا وحبات البلح بحديقة المنزل، لا تحب أن يطلب منها أحد تجهيز الطعام، ولا تحب أن يطلب منها الكبار التوقف عن التعرف على الناس فى الحافلات أو عند محل البقالة، تحب أن تحكى القصص للأطفال الذي تقابلهم فى كل مكان، يمكنكم مناقشتها بسهولة، لكن إياكم أن تصيحوا بوجهها أو ترفعوا أصواتكم عالياً، تحب التين والموز، كتبت أكثر من 250 قصة، وما زال عندها حكايات كثيرة.

طالب هندسة ميكانيكا جامعة الاسكندرية. يعمل كرسام حر في مجال قصص الأطفال ورسم الخلفيات والشخصيات. يطمح لأن تكون له بصمة في عالم رسومات الأطفال، وهو ما دفعه ليكون ضمن فريق رسامي مشروع حكايات ض2.

وَقَفَ الْمُهَرِّجُ صاحِبُ الْأَنْفِ الْحَمْراءِ يَنْظُرُ 

بِعَيْنَيْهِ السَّوْداوَيْنِ الصَّغيرَتَيْنِ إلى السَّاعَةِ 

الْمُعَلَّقَةِ على الْحائِطِ… تيكْ توكْ، تيكْ توكْ.

 السَّاعَةُ تَقْتَرِبُ مِنَ التَّاسِعَةِ.

اِلْتَفَتَ الْمُهَرِّجُ حَوْلَهُ لِيَجِدَ الْأَلْعابَ 

كُلَّها تَقِفُ على اسْتِعْدادٍ.

 اَلْإنْسانُ الآلِيُّ يَقِفُ مِثْلَ ضابِطِ الْمُرورِ، وخَلْفهُ يَقِفُ 

بائعُ الْبوظَةِ الذي يُمْسِكُ الدَّرَّاجَةَ الْمُلَوَّنَةَ التي تُضيءُ 

بِكُلِّ الْألْوانِ، ومِنْ وَرائهِ الْقِرْدُ يُمْسِكُ الْعَصا الصَّغيرَةَ 

لِيَضْرِبَ بِها الطَّبْلَةَ الْمُثْبَتَةَ على وَسطِه.



صاحَ الْمُهَرِّجُ:

 نَحْنُ لا نَعيشُ في كان يا ما كان، 

ولا نَعيشُ في السِّيرْكِ ولا حتى 

في كِتابِ الْحِكاياتِ؛ نَحْنُ نَعيشُ 

في صُنْدوقِ الْأَلْعابِ؛ لِذَلِكَ يُمْكِنُ 

أَنْ نَتَبادَلَ الْأَدْوارَ…

يُمْكِنُ أَنْ أَقومَ بِعَمَلِ الْقِرْدِ أو حتى 

بِعَمَلِ بائعِ البوظَةِ، لِمَ لا؟

أَشارَ الْمُهَرِّجُ إلى السَّاعَةِ الْمُعَلَّقَةِ 

على الْحائِطِ وقالَ:

 نَنْتَظِرُ كُلَّ يَوْمٍ حتى تَدُقَّ 

السَّاعَةُ التَّاسِعَةُ ونَبْدَأُ:

أَقْفِزُ في الْهَواءِ ثُمَّ أَقِفُ على الْأَرْضِ ثُمَّ أَقْفِزُ وأَعودُ،

والْإنْسانُ الْآلِيُّ يَسيُر في انْضِباطٍ كَما 

لَوْ كانَ في طابورِ الْعَرْضِ 

ويَسيرُ خَلْفَهُ بائِعُ الْبوظَةِ،

 ويُوَزِّعُ الْبوظَةَ الْمُلَوَّنَةَ على الدِّبَبَةِ 

والْعَرائِسِ ومِنْ وَرائهِ الْقِرْدُ الذي يَدُقُّ 

على الطَّبْلَةِ حتى تَمام الْعاشِرَةِ.

وَقَفَ صاحِبُ الْأَنْفِ الْحَمْراءِ أمامَ الدَّرَّاجَةِ وقالَ:

أنا أبيعُ الْيَوْمَ الْبوظَةَ لِلْحَيواناتِ والدِّبَبَةِ، وَيُمْكِنُ أَنْ 

تَقومَ أَيُّها الْبائعُ بِعَمَلي أو حتى تَدُقَّ على 

طَبْلَةِ الْقِرْدِ. نَظَرَ الْجَميعُ إلى بَعْضِهم 

الْبَعْض في دَهْشَةٍ وتَعَجُّبٍ.

نَزَلَ الْبائعُ مِنْ على دَرَّاجَتِهِ، 

وَتَقَدَّمَ إلَيْهِ الْمُهَرِّجُ وأَعْطاهُ 

أَنْفَهُ الْحَمْراءَ لِيَضَعَها على أَنْفِهِ. 

رَكِبَ الْمُهَرِّجُ الدَّرَّاجَةَ الْمُلَوَّنَةَ وهو سَعيدٌ وقالَ بِصَوْتٍ عالٍ:

اليوم يَبيعُ الْمُهَرِّجُ الْبوظَةَ الْمُلَوَّنَةَ لِلْجَميعِ!

دَقَّتِ السَّاعَةُ التَّاسِعَةُ: تيك توك تيك توك.

 جَلَسَتِ الْعَرائِسُ ذَواتُ الْفَسْاتينِ الْبيضِ وكَذَلِكَ الدِّبَبةُ 

في صَفٍّ على الْجانِبَيْنِ في انْتِظارِ بائعِ الْبوظَةِ. 

بَدَأَ الْإنْسانُ الْآلِيُّ يَسيرُ في انْضِباطٍ. ولَكِنْ ما الذي يَحْدُثُ؟

اَلْمُهَرِّجُ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَقودَ دَرَّاجَةَ الْبوظَةِ؛ 

وإنَّما أَخَذَ يَقْفِزُ في الْهَواءِ بِدَرَّاجَةِ الْبوظَةِ الْمُلَوَّنَةِ 

والتي تُضيءُ بِكُلِّ الْأَلْوانِ.

يَقْفِزُ في الْهَواءِ ثُمَّ يَنْزِلُ بِالدَّرَّاجَةِ على الْأَرْضِ؛ 

يَقْفِزُ وَيَقِفُ يَقْفِزُ وَيَنْزِلُ…

أمّا الْقِرْدُ الذي يَدُقُّ بِالْعَصا على الطَّبْلَةِ؛ 

فَلا يَسْتَطيعُ أَنْ يَسيرَ خَلْفَ الدَّرَّاجَةِ؛ 

لأَنَّها تَقْفِزُ وَتَقِفُ.

 اِرْتَبَكَ الْقِرْدُ وأَخَذَ يَلُفُّ ويَدورُ في دَوائرَ وهو يَدُقُّ 

على طَبْلَتِهِ حَوْلَ الْمُهَرِّج الذي يَقْفِزُ بالدَّرَّاجَةِ الْمُلَوَّنَةِ.

اَلْعَرائسُ والدِّبَبَةُ تَتَحَرَّكُ ذَهاباً وإياباً في كُلِّ مَكانٍ؛ 

لَمْ تَعُدْ في صَفَّيْنِ مُنْتَظَمَيْنِ.

 اَلْكُلُّ يَتَحَرَّكُ في كُلِّ الاِتِّجاهاتِ حتى إنَّ الْعَرائسَ 

والدِّبَبَةَ اصْطدَمَتْ بِبَعْضِها الْبَعْض وسَقَطَتْ على الْأَرْضِ. 

 

بائعُ الْبوظَةِ يُحاوِلُ الْقَفْزَ في الْهَواءِ بَعْدَ أَنْ وَضَعَ 

الْأَنْفَ الْكَبيرَةَ الْحَمْراءَ، ولَكِنَّهُ لا يَسْتَطيعُ الْحَركَةَ؛ 

اَلْأَنْفُ الْكَبيرَةُ تُغَطّي عَيْنَيْهِ… يُحاوِلُ الْقَفْزَ لَكِنَّهُ 

يَسْقُطُ على الْأَرْضِ ثُمَّ يَقِفُ ويَسْقُطُ الْإنْسانُ الْآلِيُّ 

الذيْ لَمْ يَعُدْ يَسيرُ بِانْتِظامٍ؛ 

لِأنَّهُ أَصْبَحَ يَصْطَدِمُ بِالْعَرائسِ والدِّبَبَةِ.

الْمُهَرِّج يَقْفِزُ في الْهَواءِ بالدَّرّاجَةِ الْمُلَوَّنَةِ… ولَكِنْ ما هَذا؟

 اَلْبوظَةُ الْمُلَوَّنَةُ تَتَساقَطُ مِنَ الدَّرَّاجَةِ وتَتَساقَطُ 

على الْأَرْضِ وعلى مَلابِسِ الْمُهَرِّج…

 حتى الْعَرائس والدِّبَبَة والْقِرْد صاحِب الطَّبْلَةِ. 

اَلْجَميعُ اتَّسَخَتْ مَلابِسُهُمْ بِالْبوظَةِ.

اَلْكُلُّ يَتَحَرَّكُ ويَتَحَرَّكُ وَيَصْطَدِمُ ويَقَعُ على الْأَرْضِ. 

نَظَرَتِ الْعرائسُ إلى فُسْتانِها الْأَبْيَضِ الْمُتَّسِخِ بِعُيونٍ دامِعَةٍ، 

وكَذَلِكَ الْقِرْدُ والْمُهَرِّجُ وبائعُ الْبوظَةِ؛ 

حتى الإنْسان الآلِيّ تَساقَطَتْ على أَزْرارِهِ الْمُضيئَةِ الْبوظَةُ الْمُلَوَّنَةُ.

وأَخيرًا دَقَّتِ السَّاعَةُ الْعاشِرَةُ تِيكْ توكْ تيكْ توكْ 

وتَوَقَّفَ الْجَميعُ وقَدْ أَصابَهُم التَّعَبُ. 

اَلْإنْسانُ الْآلِيُّ يَشْعُرُ بالدُّوارِ والْعَرائسُ والدِّبَبَةُ 

لَمْ تَعُدْ تَقْدِرُ على الْوُقوفِ لِتَدْخُلَ 

إلى صُنْدوقِ الْأَلْعابِ.

وَقَفَ الْمُهَرِّجُ ونَظَرَ إلى الْجَميعِ في خَجَلٍ وقالَ:

أنا آسِفٌ، لَقَدْ كانَ ذَلِكَ خَطَئي.

 أَمْسَكَ الْمُهَرِّج قِطْعَةً مِنَ الْقُماشِ الْأَبْيَضِ يَمْسَحُ بِها الْبوظَةَ 

مِنْ على مَلابِسِ الْعَرائسِ والدِّبَبَةِ والْقِرْدِ وحتى الْإنْسانِ الْآلِيِّ. 

دَخَلَ الْجَميعُ إلى صُنْدوقِ الْأَلْعابِ، 

وبَقِيَ الْمُهَرِّجُ يَمْسَحُ الْأَرْضَ وَهُوَ مُتْعَبٌ 

ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَقِفَ على قَدَمَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَخَذَ 

أَنْفَهُ الْحَمْراءَ مِنْ بائِعِ الْبوظَةِ.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen