Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

خلاصة القصة

ماذا تفعل عندما يلاحقك الجميع ويحاولون طردك من حياتهم؟
قصة نحن الصراصير، ترافق صرصوراً صغيراً لمعرفة إن كان له دور في الحياة،
اقرأ القصة واكتشف الجواب!

كاتبة أطفال جزائرية، شغوفة بكل ما يخص طفل اليوم، من قصص، وشعر وأناشيد ومناهج تعليمية وتربوية. شاركت في العديد من ورشات الكتابة للطفل، وساهمت في كتابة محتوى قصصي لصالح تطبيق كويزيتو، منصة أ ب ت، ويومية وطنية.
نشرت مع دار قنديل، تطبيق عصافير، مجلة العربي الصغير، مجلة أمين، ومجلة قناديل.
تطمح أن تقدم نتاجات مليئة بالمحبة والدهشة توافق مدارك و تطلعات طفل اليوم.

رسامة كتب أطفال، عملت فى مجال تربية الطفل وتعليم الرسم للأطفال خلال دراستها وبعد التخرج ما يزيد عن ٦ سنوات، وأرادت متابعة شغفها في رسم كتب الأطفال، والاستمرار فى المجال التربوي، بحيث تشارك في عملها وتساعد فى تنمية مهارات الأطفال وتعليم وترسيخ القيم والمبادئ في الطفل ورسم البسمة على وجوههم من خلال رسوماتها. شغفها وحبها لرسومات الأطفال دفعها للتطوع في مبادرة ض، لكي تكون أحد الرسامين في مشروع حكايات ض2.

نَحنُ الصَّراصيرُ لَيسَ لَدينا الوَقتُ للتَفكيرِ، عُمرُنا قصيرٌ،
طَعامٌ، هُروبٌ وَبَحثٌ عَن سَريرٍ” هذا
الكَلامُ كانَ يُرَددهُ والدي عَليَ دَوماً،
خاصَةً عِندَما أَطرَحُ أسئلَتي المُتَكَرِّرَةَ:
لِماذا عَلينا الهربُ دَوماً؟
لِمَ لا نَستَقِرُ في مَكانٍ؟

في تِلكَ اللَّيلَةِ، في مَأوانا الجديدِ، 

وَبَينَما إخوَتي نِيامٌ، سَمِعْتُ أَبي يُحاوِرُ بِقَلَقٍ: 

أَسئلَتُهُ تَزدادُ مَعَ الأيَامِ، لا 

يَهتَمُ بِإيجادِ مَأوىً وَلا طَعامٍ.

صَمتَتْ أُمي مُفَكِرةً ثُمَ هَتَفَتْ: 

ما بِهِ هذا الصُّرصورُ؟ 

لِمَ لا يُشبِهُ إخوتَهُ الكِبار، 

لَقدْ وُلِدوا جَميعاً في أنبوبِ الصَّرفِ، 

إلّا هوَ، أينَ وُِلِدَ؟

أه نَعَم نَعَم، تَذَكَّرْتُ. 

عِشَنا تِلكَ الفَترةِ في دُولابِ الكُتبِ القَديمِ! 

تُرى هل سَحَرَتْهُ الكُتُبُ؟ 

غَمغَمَ أَبي بِغَضَبٍ: لَيتَكِ لَم تَتَذَكَّري مَكانَ ميلادِهِ!

وَرُغمَ أَني لَم أَكُن أُحسِنُ القِراءَةَ، 

إلا أنَّ الكُتُبَ أَثَّرَتْ بي بِشَكلٍ ما، 

كُنتُ نَحيلاً عَكسَ إخوتي،

 مُلاحِظاً مُفَكِراً وَمُتَسائِلاً،

 وَبالرغمِ مِن أَني لا أَحضُرُ تَدريباتِ 

الأَمانِ التي يُقدُّمها أَخي الأكبرُ،

 إلا أَنيَ كُنتُ دوماً أُساعِدُ عائِلتي 

على إيجادِ الطعامِ وَالمخابئِ الآمنةِ.

وبِما أَنَّ أَبَويَّ لَم يَملِكا الإجابةَ على أَسئلتي، 

قَرَّرَتُ أَن أَسلُكَ طَريقاً آخَرَ، لَن أُكمِلَ حَياتي في الهربِ.

ذَهبْتُ إلى المُبيدِ أَلدِّ أعداءِ عائلَتي، 

وَجَدتُهُ تَحتَ حَوضِ الغَسيلِ،

 تَقَدَمْتُ نَحوَهُ بِحَذَرٍ:

 لِماذا تؤذي عائلَتي يا مُبيدُ؟ 

أَليسَ لَنا الحُقُ في عَيشٍ سَعَيدٍ؟

أَشفَقَ المُبيدُ لِحاليَ: 

الذَنبُ لَيسَ ذَنبيَ أَيُها الصغيرُ، 

انظُرْ إليَّ لا أَملِكُ حيلةً وَلا أُحسِنُ التَدبيرَ،

 أنا لا أُفَرقُ بَينَ حَشَرةٍ وَلا شَجَرةٍ،

 السَيدُ هو مَن يَضغَطُ على رَأسيَ مَتى ما شاءَ،

 فأُطلِقُ ذلكَ الرَذاذَ القاتِلَ في الأجواءِ.

 رَبَتُّ على المُبيدِ مُتعاطِفاً:

 لَقَد فَهِمتُ، لَقَد فَهِمتُ.

واتجَهتُ باحثاً عَن الخُفِّ الَّذي قَتَلَ كثيراً من إخوَتي وَأَصدِقائي.

بَحَثتُ عَنهُ كَثيراً كثيراً حتى وَجدتُهُ بِجانبِ سَريرِ السَّيدِ، 

وَقَفتُ أَمامَهُ وَالرَعشَةُ تَكادُ توقعَني.

خَرَجَ صَوتي خافِتاً: 

لِماذا أيُها الخُفُ تَقتُلُ أفرادَ عائِلَتي وَأصدِقائي؟ هَل آذيناكَ يَوماً؟

 استَغرَبَ الخُفُ وَقالَ ساخراً:

 عَجَباً لأمرِكَ أيُها الصُرصورُ! 

هَل تَعتَقدُ أَني أملِكُ الخيارَ؟ 

لَو كُنتُ أَفعَلُ، لَمَنعتُ السيدَ مِن دَوسي 

بِقَدمَيهِ الكَبيرَتين صباحَاً وَليلاً، 

لِمَ لا تَتَوجهُ إلى السيدِ 

وَتَسألُه لِماذا يَقومُ بِملاحَقَتِكُم دائِماً؟

أذهَبُ إلى السَيد؟ سَألتُ نَفسي وَأنا أبتَعِد عَن الخُفِ، 

لَطالَما اعتَقَدتُ أنَ مُشكِلَتنا مَعَ المُبيدِ وَالخُفِّ، 

لَم أُفَكِّر أَن الأمورَ سَتوصلَني إلى هُنا. 

ضَربتُ على صَدريَ: 

مِن أَجلِ عائلَتي وَأصدِقائي 

سَأواجهُ السَّيدَ.

تَسَلَّقتُ أَطرافَ السَّريرِ حَيثُ كانَ نائِماً،

 مَشيتُ على قَدَميهِ الضَخمَتينِ دونَ أَن يُحَرِّكَ ساكِناً.

مَشَيتُ على بَطنِهِ دونَ أَن يَتَحَرَّكَ. 

هل يكونُ قَد ماتَ؟

تَساءَلتُ،  

تَقدمتُ أَكثرَ صاعِداً على وَجهِهِ، 

هُنا تَحَرَّكَ الرَجلُ وَارتَعَشَ.

أَبعَدَني بِيَدِهِ الضَخمَةِ، 

صَرَخَ بِهَلَعٍ: صُرصورٌ على وَجهي! 

مَسَحَ وَجهَهُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ مُتأكداً

 مِن خِلوِه مِن أَيِ صُرصورٍ آخرِ،

ضَمَّ بَطانيَتَهُ إليهِ، مُحاوِلاً حِمايةَ نَفسِهِ، صَرَخَ مُجَدَدَاً: 

ابتَعِدي عني أيَتُها الحَشرات، 

اخرُجوا مِن بَيتي! اذهَبوا إلى أنابيبِ الصَّرفِ!  

اتَّسَعَتْ عَينايَ: هوَ يَخافُ مِنا أضعافَ ما نَخافُ مِنهُ! 

لَم أكُن أَعرِفُ أَن كُلَّ هذا الفَضاءَ الواسِعَ هوَ مِلكٌ لَه، 

لا أُصَدِّقُ أَننا اقتَحَمنا مَنزِلَهُ،

تَراجَعتُ إلى أَقرَبِ حائِطٍ واستَنَدتُ عَليهِ: 

هل نَحنُ مَن يَظلِمُ السَّيدَ؟ 

أمْ هوَ مَنْ يَظلمْنا بِملاحقتِنا دَوماً؟ 

إنْ لَم يَكُن هذا مَوطِني فَأينَ مَوطِني؟

أصابَني دُوارٌ شَديدٌ وَرغِبتُ كَثيراً في البُكاءِ، 

تَذكَّرْتُ مَكانَ ميلاديَ، الذي لَطالما أحببتُهُ، 

وَلَطالما هَربْتُ إليهِ، دولابَ الكُتبِ القَديمِ!

جَررْتُ قَدَمي بِصعوبةٍ مُتَجِهاً إلى الدولابِ، استَلقَيتُ على أَحدِ الكُتُبِ،

ذَكّرَتْني الرائِحةُ بِكُلِ الأوقاتِ الصَّعبةِ التي كُنتُ آتي فيها إلى هُنا، بَكيتُ كَثيراً،

 مَسَحتُ عَينيَ، وَفَكَّرْتُ أنْ أفتَحَ أَحدَ الكُتبِ، 

لَعلِّي أَنسى ما أنا فيهِ، 

قابَلَتْني الكثيرُ مِنَ الصّورِ.

فَرَكْتُ عَينيَّ غَيرَ مُصَدِقٍ،  لَقد كانَتِ الصُّورُ لِصُرصورٍ مثلي.

تَسارَعَتْ نَبضاتُ قَلبي: الآنَ وَجَدْتُ مَوطني! إنهُ 

لا يَقتَصرُ على مَنزلِ السَّيدِ وَأَنابيبِ الصَرفِ!

فالصِورُ أظهَرَتْ صَراصيرَ كَثيرةً وَبِجانِبِها 

أَزهارٌ مُتَفَتِحةٌ وَأَشجارٌ مُثمِرةٌ. 

هَتَفْتُ بِفَرحٍ: سَنَنتَقِلُ إلى الطَبيعةِ الواسِعَةِ،

 لَن يَطردَنا هُنالكَ أحدٌ، سَنُساعِدُ الأزهارَ على التَكاثرِ،

 والغاباتِ على الازدِهارِ.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen