Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

خلاصة القصة

باهر صبي مغرم بقصص الأبطال الخارقين ويتمنى لو كان مثلهم، في رحلة بحرية خرجت له عروس البحر تطلب منه مساعدة سكان البحر، هبط معها تحت الماء حيث دارت مغامرة مثيرة أنقذ فيها الكثير من الكائنات البحرية كبطل خارق، ولكنه مع ذلك لم يشعر بالسعادة، فلماذا؟ ألم يصبح بطلاً كما تمنى؟ أم أن هناك مفهوماً مختلفاً للبطولة أدركه باهر؟

أستاذ بكلية الصيدلة بجامعة الزقازيق وله عدة إصدارات: معك دائما (رواية)، سلة التفاح (مجموعة قصصية)، فوق السحاب (خواطر)، قصة أرض الأحلام وكتاب اللوحة الخفية -سلسلة ثلاث حواديت- الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب للأطفال بعنوان سر الأضواء العجيبة وروايتان للناشئين: الرحيل والخلود القاتل.

كما كتب قصص للأطفال في مجلات قطر الندى، الفردوس، وفارس، ووسام الأردنية، وسندباد وميشا وشمس الصباح العراقية، وفرقد السعودية، والرائد المغربية، وشليل السودانية، وله قصص قصيرة في سلسلة كوكتيل 2000، مجلات الثقافة الجديدة، الهلال، أفكار الأردنية، الرائد الثقافي المغربية، وقصص ضمن مجموعات قصصية (كتب جسر التسامح، شياطين الإنس والجن، الصفعة، مجد القلعة وحكايات الكورونا).

مصممة ورسامة تتمتع بشغف كبير في مجال الرسم والتصميم.

بدأت رحلتها الفنية كمصممة، حيث كان لديها دائماً رؤية تجميلية تميزت بروح الطفولة. وهذه كانت بداية التطلع على عالم الطفل وكل ما يتعلق به، واكتشفت انها تجد فيه توجيها لموهبتها الفنية.

عملت مع عدة دور نشر في الجزائر وعدة كتاب وعملاء من مختلف الوطن العربي، كما كان لها دور في تأليف مجموعة قصصية موجهة للطفل، وكان لهذه التجارب العملية دور كبير في تطوير مهاراتها وتوسيع آفاقها وطموحاتها. آية عوفي تعبر عن عالم الأطفال بألوانها وخيالها، وتسعى دائمًا لنقل الفرح والإبداع من خلال أعمالها الفنية.

جلسَ باهرٌ في غرفتِهِ يتصفَّحُ مجلَّتَهُ المُفضّلةَ، كان يُتابعُ مُغامرةَ بَطلِهِ الخارقِ في أعماقِ البحارِ، وكان يتمنَّى لو أنَّه يستطيعُ القيامَ بأعمالٍ بطوليّةٍ ضدّ الأشرارِ في هذا العالمِ؛ ولذلكَ حينَ عَلِمَ باهر بأنَّه سيَصحبُ والدَهُ في رحلةٍ بحريةٍ مكافأةً له على تفوّقِهِ الدّراسيّ، طارَ من السَّعادةِ.

فوقَ اليختِ الفاخِرِِ، وقفَ باهر يُحدِّقُ في البحرِ المُمتدِّ أمامَهُ بلا نهايةٍ، فشعَر بسلامٍ وراحةٍ تَغمُرُ قلبَه الصغير، وفجأةً ظهرتْ أمامَهُ فتاةٌ جميلةٌ خرجتْ من تحتِ الماءِ، ففرَكَ عينيه غيَر مُصدِّقٍ ما يراهُ، ولكن ما يراهُ حقيقةٌ وليس وهماً، فصاحَ في تعجبٍ: «منْ أنتِ؟!»

ابتسمتِ الفتاةُ ابتسامةً حزينة ًوقالتْ: “أنا عَروسُ البحرِ، 

وجئتُ أطلبُ منكَ المُساعدةَ.”

قالَ باهر مُتعجّباً: «تطلبينَ مساعدَتي أنا! وكيفَ أُساعِدُكِ؟»

 تَعالَ معي وسوفَ تعرِفُ كلَّ شيءٍ. ولكن ليسَ لديّ مُعدَّاتٌ للغَوصِ.

لن تحتاج لها، فسوفَ أُعطيكَ رداءً خاصاً يُمكِّنُكَ من العيشِ تحتَ الماءِ، ويُعطيكَ قُدراتٍ خارقةٍ.

ارتدى باهر الرِّداءَ العجيبَ، ثمّ غاصَ مع عروسِ البحرِِ في الماءِ، 

كانَ باهر مذهولاً، لا يُصدِّقُ ما يحدثُ، ولكنَّ عليه أن يُصدِّقَ، فها هو في أعماقِ البحرِ يتنفَّسُ، ويسبحُ بشكلٍ طبيعيٍّ دونَ الحاجةِ إلى أسطواناتِ الأوكسجين، عليه أن يستمتعَ بالمغامرةِ وبالجمالِ من حولِهِ، فقد كان المشهدُ ًمبهراً. لوحةٌ بديعةٌ من الأسماكِ مُختلفةِ الأحجامِ والألوانِ والأشكالِ من صُنعِ الخالقِ العظيمِ، فانْطلقَ يَهتِفُ من أعماقِهِ: «سبحانَ الله!» ثم تذكَّر أنَّه الآنَ قد صارَ سمكة ًبشريَّةً، فابتسمَ في سعادةٍ.

اصطحبتْ عروسُ البحرِ باهراً إلى الأعماقِ، وأخذتْ تَشرحُ لهُ كلَّ 

ما يغمُضُ عليه من عجائِبِ البحارِ، كان باهر مسروراً وهو 

يتجوَّلُ في الأعماقِ، ولاحظتْ عروسُ البحرِ مدى سُرورِه ِفقالتْ له: 

«يبدو أنك تَعشقُ عالم َالبحارِ.»

فردََّ: نعم، عالمُ البحارِ مُثيرٌ وجميلٌ ومليءٌ بالعجائبِ.

معك حقٌّ ولكنَّه كان أكثرَ جمالاً في الماضي. ماذا تَعنين؟

هذا ما قالتْهُ لي جدَّتي وأمِّي وما لمستُه بنفسِي، 

كان عالمُنا أكثرَ أمناً ورخاءً وتنوّعاً.

وماذا حدثَ ليُغيِّرَ عالَمَكُم؟

سترى كلَّ شيءٍ بنفسك، وستعلمُ لماذا طلبتُ منكَ المجيءَ معي.

كان باهر مُندهشاً من حديثِ عروسِ البحرِ، وكان حزيناً أيضاً من أجلها، 

ومن أجلِ كلِّ الكائناتِ التي تحيا في عالمِ البحارِ العجيبِ الجميلِ، 

ولكنَّه احترمَ رغبتَها مُنتظراً أن يعرِفَ السببَ.

استمرَّ باهر وعروسُ البحرِ في رحلتِهما في الأعماقِ وقد خيَّمَ عليهما 

الصَّمتُ. أخذ باهر ينظُرُ حولَه ويُحاولُ الاستمتاع َبرحلتِهِ الفريدةِ 

حتى لاحظَ أنَّ بعضَ الأسماكِ تُحرِّكها المياهُ كأنَّها نائمة ٌوتتحرَّكُ 

لتطفو على وجهِ الماءِ، فسألَ عروسَ البحرِ عن الأسماكِ النائمةِ

فنظرتْ إليه في حُزنٍ وقالتْ: «إنَّها ليستْ نائمة ًيا باهر، إنَّها ميّتة.ٌ»

ميِّتةٌ؟! وما السببُ؟!

تلوُّّثُ المياهِ يا باهر.

تلوُّثُ المياهِ؟!

نعم، فالإنسانُ يُلقي بمخلَّفاتِهِ في المياهِ مما يُلوّثها ويقتلُ 

الكائناتِ البحريةَ، وبخاصَّةٍ الأسماك الصغيرة فتطفو كما رأيتَ 

على سطحِ الماءِ، ولكنَّ الإنسانَ لا يُبالي ويُواصلُ إفسادَه ُللبيئةِ.

إذاً نحنُ البشرُ مَن جعْلنا عالَمَكم أقلَّ أمناً وسعادةً.

للأسفِ نعم يا باهر.

يا له ُمن شيءٍ مُحزنٍ ومُخجِلٍ.

عادَ الصَّمتُ يلفُّ المكانَ حتى حاولتْ 

عروسُ البحرِ -إكراماً لوفادةِ ضيفها- 

أن تتجاوزَ المشهدَ الحزينَ فقالت 

لباهر: “هل رأيتَ الشِّعابَ 

المَرجانيَّةَ من قبلُ يا باهر؟”

نعم، رأيتُها في التلفاز.

وهل تُحبُّ رؤيتَهَا على الطَّبيعةِ؟

بالتأّكيدِ، فأنا أعشقُ أشكالَها البديعةَ، وألوانَها الزَّاهية.

إذاً هيَّا بنا.

وانْطلقاَ حتَّى إذا اقتربا من الشِّعابِ المَرجانيّة الفريدة الجمالِ، 

شَهقَ باهر في انبهارٍ هائلٍ من روعةِ الشّعابِ المَرجانيّةِ، 

وظلَّ ينظرُ إليها في إعجابٍ بالغ حتّى انتبه على صوْتِ عروسِ 

البحرِ تصرخُ، فالتفَتَ وسألهَا في انْزعاجٍ: 

«ماذا هنُالكَ؟ لماذا تصْرُخين؟»

فأشارتْ وهي ترتَجِفُ نحو أجسامِِ تلُقى من سطحِ 

المياهِ نحوهما وقالتْ: 

«ألَا ترى هذه الأصابعَ القاتلةَ؟»

فنظرَ باهر وقالَ: «أيَّ أصابعٍ تلك؟»

أصابعُ الديناميت، يُلقيها الصيادونَ لتنفجِرَ 

وتقتُلَ الأسماكَ فتطفو على سطحِ المياهِ 

فيصطادونَها بدونِ جُهدٍ، ومعها تنفَجِرُ 

الشِّعابُ المَرجانيّةُ وتتمزَّقُ.

انطلقَ باهر بدونِ تفكيرٍ يلتقطُ أصابعَ الديناميت ويصعدُ بها بسرعةٍ 

هائلة نحو السطحِ، ليجدَ الصَّيادين منتظرينَ انفجارَ الديناميت وطفوَ 

الأسماكِ، فنظروا إليه في ذُعرٍ، وتخيَّلوه جنِّياً يعيشُ في البحرِ، 

خاصةً مع الغضبِ الشَّديدِ البادي على وجهِهِ، فحاولوا الفرارَ فصرَخَ 

بهِم وأَمَرَ أن يُبْطِلوا مفعولَ الديناميت أولاً، ففعلوا في خوفٍ شديدٍ، 

وأَمرَهم ألَّا يعودوا للصَّيدِ بهذه الطَّريقةِ، فقالوا له سمعاً وطاعة، 

ثمَّ أطلقوا سيقانهم للرّياحِ؛ فِراراً من ذلك الجنِّي المُخيفِ.

والتفتَ باهر فوجَدَ عروسَ البحرِ تقفُ خَلفَهُ مُمتنّةً لما فعل وتقولُ:

شكراً لك يا باهر، لقد أنقذتَ الأسماكَ، والشّعابَ وأنقذتني.

لا أدري كيف فعلتُ ذلك، يبدو أنَّني قدْ صِرتُ خارقاً حقاً.

هيّا بنا يا باهر نعودُ لنُشاهدَ جمالَ الشّعابِ المَرجانيّةِ.

عاد باهر، وعروسُ البحرِ إلى حيثُ الشّعابِ التَّي كانتْ ألوانُها 

تتألَّقُ كأنَّها تحتفي بباهرٍ البطلِ الذي أنقذَهَا.

سمعَ باهر صوتا ًيتحدّثُ قائلاً: «شكرا ًيا باهر على إنقاذي وإنقاذِ 

مُستعمراتي.» مَن يتحدَّث؟ أنا حيوانُ المَرجانِ الذَّي يُكوِّن 

الشعابَ المَرجانيّةَ. أهلاً بكََ يا صانعَ الجمالِ والإبهارِ.

 مرحباً بك في بيتنا البحرِ، وأشكركَ ثانيةً على بُطولتكَ، 

فقدْ أنقذتني وأنقذتَ آلافَ الكائناتِ البحريِّةِ الّتي تعيشُ داخلَ 

مُستعمراتي وعلى سطحِها من الموتِ.

عجباً! هل تعيشُ بداخِلِكَ كائناتٌ أُخرى؟

نعم، ألا تعلمُ أنَّ حوالي رُبعَ الكائناتِ البحريّةِ تستوطنُ مُستعمراتي.

يا إلهي! هَذا يعني أنَّه ُلا بدَّ من الحِفاظِ عليك وعلى 

إخوانِكَ من حيواناتِ المَرجانِ.

كان الارهاقُ والتَّعبُ يبدوان على المَرجان فسألهُ باهر عمَّا به فقال: 

“صِرتُ أتعبُ كثيراً هذهِ الأيَّام، 

فأنا حسَّاسٌ للغايةِ لأيِّ تغيرٍ في بيئة ِالمياهِ.”

وماذا يُغيرُ بيئة َالمياهِ؟

ارتفاعُ حرارةِ الأرضِ، وزيادةُ ثاني أُكسيدِ الكربونِ في مياهِ البحارِ.

هذا أمرٌ مُقلقٌ للغاية.

كيفَ يُمكنُ تجنُّبَ ذلك؟

بأنْ تُقلِّلوا منْ حرقِ البترولِ والفحمِ.

وقالتْ عروسُِ البحر: «وكذلكَ بأنْ تُحافظوا على الغاباتِ 

وتزرعوا المزيدَ من الأشجارِ.»

فقالَ باهرٌ: “كلُّنا في مركِبٍ واحدٍ ويجبُ علينا التَّكاتُفُ لحمايةِ كوكبِنا.”

صَعدتْ عروسُ البحرِ وباهرٌ إلى سطحِ الماءِ ولاحظتْ عروسُ البحرِ 

شُرودَ باهر، وحُزنَهُ فسألتْه ُعمَّا بهِ، فقالَ لها: «كنتُ أعتقدُ أنَّ رحلَتي 

تحتَ الماءِ ستكونُ مُمتعةً وجميلةً.»

الحياةُ تحتَ الماء جميلةٌ بالفعلِ يا باهر.

ولكن كلَّ المشاهدِ الحزينةِ التي رأيتُها أفسدتِ الرِّحلةَ.

ولكنَّها الحقيقةُ ولا بُدَّ من مُواجهتِها، ووجودُ المشاكلِ 

لا يَنفي وجودَ الجَمالِ.

كنتُ أظنُّ أنَّني سأحظى بمُغامرةٍ مُثيرةٍ أكونُ بطلَها.

ولكنَّك كنتَ بالفعلِ بطلاً، وأنقذتَ حياةَ الكثيرين اليوم، 

ثم إنَّ هناكَ بطولةً أكبرَ ننتظرُها منك.

وما هي؟

أنْ تبدأَ حملةَ الدّفاعِ عنَّا وعن بيئتِنا.

 لها من مُهمّةٍ شاقَّةٍ.

ولكنَّ النجاحَ فيها سيكونُ البطولةَ الحقيقيةَ لكَ لأنَّكَ 

ستسهمُ في إنقاذ ِالكوكبِ.

تُرى ماذا سيفعلُ باهرٌ في مُهمّتِهِ الجديدةِ الكبيرةِ؟

آخر الإضافات

Nach oben scrollen