- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org

- نوع الملف: PDF
- التصنيف: سلوك وقيم
- تأليف: عماد كوسا
- رسوم: تسنيم مرغني
خلاصة القصة
مجموعة من الفاكهة في طبق يتحدثون عن ميزاتهم التي يمتلكونها، وجزرة غريبة عنهم، تنظر إلى نفسها كغريبة منبوذة، غافلة عن ميزاتها. تبرز أنواع الفاكهة لتقديم العون للجزرة، لحل مشكلتها وتحفيزها للتفكير بنفسها جيدًا وبما تملكه من ميزات، حتى تهتدي الجزرة إلى مجموعة من الميزات التي تسعد بها كالآخرين وتصبح فخورة بنفسها. شخصية الموزة التي تبدو صاخبة وغير مبالية تتحول تدريجيًا إلى شخصية مساعدة تقف إلى جانب الجزرة وتساعدها في حل المشكلة.
- الكاتب عماد كوسا
متخصص في مجال الجيولوجيا ويتمركز اهتمامه بالمجال الثقافي والعمل التطوعي والتربوي، بينما تميل الهواية والشغف نحو الكتابة الأدبية في مجال القصة والرواية لرؤيته الكتابة كرسالة وأداة من أداوات التغيير والبناء وترك الأثر. من أهم إصدارات الكاتب:
– الإنسان بين النشأة والبعث –دراسة في أصل الإنسان بين العلم والسنة والقرآن ـ
– رواية بعنوان (دمعة)
– مجموعة قصصية للناشئة بعنوان (عندما تفقد البلابل أنغامها)
– مجموعة قصصية للناشئة بعنوان (نحلة القطن)
– رواية بعنوان (الطريق إلى مهاباد).
– مجموعة قصصية بعنوان (جمر الحنين).
– مجموعة قصصية للناشئة بعنوان (شتاء القلوب الدافئة).
– مجموعة قصصية بعنوان (بكاء مدينة).
- الرسامة تسنيم مرغني
خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية عام 2016 بتخصص تصوير عام، وعملت كمتدربة في الكلية ثم أصبحت معيدة منتدبة في كلية تربية نوعية اسكندرية. تعمل في مجال رسوم الأطفال ولها قصص منشورة في عدة دول عربية. كما عملت كمصممة شخصيات في شركة رسوم متحركة وقامت بورشة تصميم شخصيات لكلية الفنون الجميلة في عام 2018. نشرت قصصاً في معارض ومجلات مثل معرض مسقط بعمان ومعرض الشارقة. كما أن لديها العديد من القصص والكتب الأخرى قيد النشر والإصدار. حالياً، تعمل كرسامة قصص أطفال حرة. بعض منشورات تسنيم تشمل:
- 1. قصة “ليلة القبض على الشبح” التي نُشرت لها في دار نشر أصالة وعُرضت في معرض الشارقة.
- 2. قصة “فراشة فراشة ماذا تسمعين” لدار الحدائق في لبنان.
- 3. قصة “زائر الجديد” لدار أرجوحة في مصر.
- 4. رواية “لا بأس يا رأس” لاستاذ مهند العاقوس لدار نشر شمس.
كانَ طَبقُ الفواكِهِ الموجودُ على الطَّاوِلَةِ يحْتَوي الكثيرَ منْ أنْواعِ الفواكِهِ اللَّذيذَةِ، فقدْ كانتْ هُناكَ حبَّةُ تُفَّاحٍ، وبُرتُقالةٌ، وفراولةٌ حمراءُ ناضجةٌ طَرِيَّةٌ، وحباتُ عِنبٍ تلمعُ من شدَّةِ انتفاخِها، وهناك أيضاً جزرةٌ، وحبَّةُ مَوز في أعلى الطَّبقِ كأنَّها سيِّدَةُ الجَميعِ.
غنّتِ الموزةُ وهي تضحكُ وترقُصُ:
أنا الموزةُ الشَّهيّة… مُتألقةٌ وبهيَّةٌ
صفراءُ طريّةٌ…. حُلوةٌ وذَكيَّةٌ
صديقةُ الأطفالِ… يُحبُني الأطفالُ.
صاحَتْ حبَّةُ العِنبِ المعلَّقةُ بالعُنقودِ وهي تبُرِزُ رَأسَها بينَ حبَّاتِ الفراولة:
-وأنا أيضاً يُحبُّني الأطفالُ. حُلوةُ المَذاقِ، مليئةٌ بالماءِ، تعصُِرُنِي أسنَانُهم الطَّريَّةُ فأُنعُِش بها نفوسَهم.
تَنْحنحتِ الفراولة وقالتْ:
-وأنا أيضاً ناعمةٌ وطريَّةٌ وطيبةُ المذاقِ.
قالتِ التُّفاحةُ بصَوتِها القَويِّ:
-وأنا أمنحُهم الكثيرَ مِنَ الطَّاقةِ، تتدرَّبُ أسنانُهم الناعِمةُ على القَضْمِ.
قالتِ البُرتقالةُ:
-يحبُّ الأطفالُ تَقْشيري، أُعطيهُمُ القوَّةَ والمناعَةَ، أحفظُ أجسامَهُم النَّاعِمةَ من خطرِ الجَراثِيمِ.

وحيْنَما بدَأَ الجميعُ بالرَّقصِ والغِناءِ بقِيَتِ الجزَرةُ صامِتةً حزينةً في أسفلِ الطبَّقِ.
انْتبهتِ البُرتقالةُ إلى الجزَرةِ الصَّامِتَةِ فاقْتَربتْ مِنها، وقالتْ:
-ما بالُكِ أيَّتُها الجزرةُ؟ لِم أنتِ حزينةٌ وصامتةٌ؟

قالتِ الجزرةُ بعدَ تَردُّدٍ:
-لأنّي لستُ مثلَ الجميعِ.
تَفاجأتِ البُرتقالةُ وقالتْ منْدَهِشةً:
-لستِ مثلَ الجميعِ؟ كيفَ ذَلكَ؟
قالتْ الجزرةُ الحَزِينةُ:
-أنا لستُ من الفاكهةِ، أَنْتُم جميعاً مَحْبوبونَ بينما أنا… فلا يُحبُّني الأطفالُ، لأنّي قاسيةٌ لا أناسبُ أسنانَهم الناعمةَ.
اقْتربتْ حبَّاتُ الفراولةِ والعنبِ بعدما سَمعتْ كَلامَ الجزرةِ، بينما استَمرَّتِ الموزةُ في رقصِها وضجيجِها.

قالتِ البرتقالةُ:
-لكنَّهُم وَضَعوكِ أيضاً في الطَّبقِ، ولابدَّ أنّ ذلكَ يعني لَهُم شيئاً.
قالتِ الفراولة وهي تبتسمُ:
-أجل فلكلٍّ منَّا فوائدُهُ.
اقتربتِ التُّفاحةُ من الجزرةِ الحزينةِ واحْتَضنتْهَا وهي تقولُ:
-لا تحزني يا جزرةُ، وفكِّري بنفسِكِ أكثرَ، لابدَّ أنّ لديكِ شيئاً مميزاً لا يوجدُ عِندنَا.
ولأنَّ الموزةَ كانتْ تستَمِّرُ في الغِناءِ
فقد صاحَتِ الفراولة قائلةً:
-لا يجوزُ أنْ نفرحَ ونرقصَ ياموزةُ،
وأُختنا الجزرةُ حزينةٌ.

اقتربتْ جميعُ حبَّاتِ العنبِ وقالتْ:
-نعم اهْدَأي وفكّري ياجزرةُ بعيداً عنِ القَلقِ والحزنِ، لابدّ أنَّكِ ستكتَشِفينَ شَيئًا.
صاحتْ الموزةُ بعدَ أنْ كفَّتْ عنِ الغناءِ:
-سمعتُ أنَّ الجزرَ يقوِّي النَّظرَ.
صمتَ الجميعُ ونَظَروا إلى الموزةِ مُْستَغرِبينَ.
لاحظَ الجميعُ علاماتِ الابتسامِ على الجزرةِ.
فكَّرتِ الجزرةُ بِهدوءٍ، وراحتْ تَتَذكَّرُ ما سمِعتْ مِنْ أٌمِّها.
رفعتْ رأْسَها وقالتْ:
-نعم، أنا أيضاً أُقَوّي أجسامَ الأطفالِ
وأحْمِيها منَ الجراثيمِ.
وأُساعدُ على الهضمِ.

صفَّقتِ الموزةُ وهي تقولُ:
-هذا رائِعٌ.
اسْتَمرَّتِ الجزرةُ تقولُ:
-وعندي الكثيرُ منَ الفيتاميناتِ.
صاحتِ الفراولة:
-أنتِ رائعةٌ أيَّتُها الجزرةُ.
صاحتِ التُّفاحةُ:
-أنتِ مُميَّزةٌ فِعلًا.
عادتِ الموزةُ ترقُصُ.
قالتِ البرتقالةُ وهي تشُدُّ الجزرةَ وتقولُ:
-هيا إذاً تعاَلَي فَلْنرقُصْ جميعاً.

قالتِ الجزرةُ:
-وكيفَ سَيأكُلُني الأطفالُ؟ قلتُ لَكُم إِنَّ جسمي قاسٍ.
صمتَ الجميعُ وشَعَروا أنَّهم لمْ يَحُلُّوا مشكلةَ الجزرةِ بعدُ.
وراحَ كلٌ منهم يفكِّر، بينما كانتِ الموزةُ تتمايلُ وتُدنْدِنُ، وتقولُ:
الجزرُ يقوِّي النظرَ.
وصاحتْ فَجْأةً:
-عصيرُ الجزرِ
صاحَ الجميعُ:
-عصيرُ الجزرِ! صحيحٌ، كيفَ فاتَنا هَذا؟
قالتِ البرتقالةُ:
-لقدْ حُلَّتْ مُشكلَتُكِ أيَّتها الجزرة.
كانتِ التُّفاحةُ لا تزالُ تفكِّرُ، كأنَّها تبحثُ عنْ حلٍّ آخَرَ.
وفجأةً رفعتْ رأسَها وقالتْ:
-هناكَ طريقةٌ أُخرى نحُلُّ بها مشكلةَ الجزرةِ فتصيرُ طريًة مثلَ الموزِ.
صاحتِ الموزةُ وهي ترقُصُ.
-وما هي طريقتكُ أيَّتها التُّفاحةُ؟
هزّتِ التفاحةُ نفسَها وهي تقولُ:
-لنْ أخْبرَكم بهذهِ السُّهولةِ، هيَّا فكِّروا قليلاً.

في حينِ بدأَ الجميعُ بالتَّفكيرِ، أدركتِ الجزرةُ للتوِّ أنَّها تملِكُ
أشياءَ جميلةً، وسوفَ يُحبُّها الأطفالُ كَحبِّهِمِ الفواكهَ. وقررتْ أنْ
تنضَمَّ إليهم وتفكّرَ مثلَهم في الطَّريقةِ الأُخرى الَّتي تحدثتْ عنها
التُّفاحةُ، وأنْ تَجدَ الإجابةَ قبلَ الجميعِ،
فهي الَّتي تعرِفُ نفسَها أكثرَ منَ الجميعِ.
