- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org

- نوع الملف: PDF
- التصنيف: خيال وإبداع
- تأليف: زينب علي صالح
- رسوم: آية عصام الدين
خلاصة القصة
وجد الفتى كيسًا مليئًا بالنجوم، وبعد استشارة الجدة والأم والأصدقاء حول ما يفعله بكيس النجوم، قرر تحقيق أمنيات الأطفال وتحويل الدموع إلى فرح، فما الفكرة التي خطرت بباله؟ وكيف جلب السعادة للعالم؟ دعونا نعرف ذلك سويا من خلال أحداث القصة.
- الكاتبة زينب علي صالح
كاتبة وروائية ومترجمة صدر لها العديد من المنشورات، حائزة على ماجستير في الإدارة التربوية ودبلوم في كتابة السيناريو.
مدربة على الكتابة في لبنان والعالم العربي، أسّست شركة inspire me لخدمات الكتابة والترجمة لتترك بصمتها في عالم الأدب والثقافة.
- الرسامة آية عصام الدين
رسامة كتب أطفال، عملت فى مجال تربية الطفل وتعليم الرسم للأطفال خلال دراستها وبعد التخرج ما يزيد عن ٦ سنوات، وأرادت متابعة شغفها في رسم كتب الأطفال، والاستمرار فى المجال التربوي، بحيث تشارك في عملها وتساعد فى تنمية مهارات الأطفال وتعليم وترسيخ القيم والمبادئ في الطفل ورسم البسمة على وجوههم من خلال رسوماتها. شغفها وحبها لرسومات الأطفال دفعها للتطوع في مبادرة ض، لكي تكون أحد الرسامين في مشروع حكايات ض2.
وجدْتُ كيسَ النّجومِ، كانَ كبيرًا، وبِداخِلهِ
نجماتٌ كثيراتٌ جدًا، يبدو أنَّ طفلًا آخرَ قبلي
قَطَفَها، ثمّ لم يَعرِف ماذا يَفعلُ بِها، فَتركَها
تَحتَ الشّجرةِ في بُستانِنا.

رحتُ أجرُّ الكيسَ.

وذَهبتُ إلى جَدّتي، سألتُها:
ماذا أفعلُ بالنّجومِ يا جَدّتي؟

أجابَتْ جَدّتي بِفرحٍ: لو كُنتُ مَكانَك،
لوضعْتُ في النّجومِ صورَ أَحبّتي الرّاحلينَ،
ثُمّ نَثرتُها مُجدّدًا في السّماءِ،
كي أراهُم، كلّما حلَّ المساءَ.

فَرِحْتُ بِفكرةِ جَدّتي.

خَبّأتُ كيسَ النّجومِ جيّدًا في غُرفتي،
وأنا أترقّبُ ماذا سأفعلُ بِها.

في المدرسةِ، سَألتُ صَديقي رامي:
ماذا سَتفعلُ إن حَصلتَ على النجومِ يا رامي؟

فكّرَ رامي وقالَ: سأجمعُ أمنياتِ جميعِ الأطفالِ بالسّلامِ،
و أرسُمُها على النّجماتِ، فَتَمتلئُ الدُّنيا بالفرحِ و الضّحكاتِ،
وَتَختفي الحروبُ والويلات.

أعجبتني أمنيةُ رامي، ثمّ ركضْتُ إلى مُعلّمتي قائلًا:
أنتِ يا مُعلّمتي، ماذا سَتفعلينَ إن وَجدْتِ النجومَ؟
قالت مُعلّمتَي وَعيناها تَلمعانِ:

سأبيعُ النّجومَ في مزادٍ علنيّ، ثمّ أبني مدرسةً كبيرةً جدًا،
تَجمعُ جَميعَ الأطفالِ الفقراءِ والمُستضعَفينَ، ليَتعلّموا ويُبدعوا وَيبتَكِروا،
وَيملؤوا العالمَ بالاختراعاتِ المفيدةِ والفنونِ الجميلةِ.

فَرِحْتُ كثيرًا، وفيما أنا عائدٌ إلى مَنزلي، سَألتُ سائقَ الباصِ:
ماذا سَتفعلُ لو حَصلتَ على النّجومِ يا عَمّ فؤاد؟

أجابَ العَم فُؤاد: سَأبني جِسرًا طَويلًا كَبيرًا؛ كي يَعبرَ عَليه
جَميعُ الأطفالِ إلى جَميعِ القُرى والبُلدان، دونَ تأشيرةِ سَفرٍ،
بَل بِكلِّ حُبٍّ وامتِنان، أُريدُ أن يَتعرّفَ جَميعُ الأطفالِ مِن
كلِّ الجنسيّاتِ على بَعضِهم البَعضُ، كي يَبنوا قريةً عالميّةً تَملؤها
السّعادةُ والوِئامِ.

عِندما وَصلتُ إلى مَنزلي، عانقْتُ أُميَ
وقُلتُ لَها: ماذا سَتفعلينَ بالنّجومِ يا أمّي؟

دَمَعتْ عَينا أُمي وَقالتْ وهي تَبتَسمُ:
سَأطبعُ قُبلةً على كُلِّ نَجمةٍ،
ثمّ أهديها لكلِّ طِفلٍ باغتَهُ حزنٌ،
لتتَحوّلَ دمعَتُه إلى خَيمةِ فرحٍ.

و أنتَ يا حَبيبي، ماذا سَتفعلُ بالنّجومِ؟
قُلتُ: سأُعطي نَجمةً لكلِّ مُتخاصمَينِ،
حَتّى يَتعانَقا، مِثلَما أُعانقُكِ يا أمّي.

ثُمَّ ذهبْتُ و أحضرْتُ كيسَ النّجومِ،
و غادرْتُ البَيتَ وأنا أُفكِّرُ، وفجأةً، …!

وَقعْتُ وفَلتَ الكيسُ من يَدي،

ولأنّ النّجومَ كثيرةٌ جدًا، تَطايرتْ من الكيسِ،
و عادتْ إلى موطنِها في السّماءِ.

في المساءِ، وقفتُ على الشُّرفةِ،
فرأيتُ صورَ أحبّتي الرّاحلين في النّجومِ.

ابتسمْتُ وَلوّحتُ لعمّي فريدٍ الّذي أشتاقُ إليهِ كَثيرًا.

سَمعْتُ صَوتَ ضحكاتٍ كَثيرةٍ،

نَظرتُ فرأيتُ الباصَ الضّخمَ يَعبرُ
بالأطفالِ مِن مكانٍ إلى مَكانٍ.

مَشيتُ قَليلاً على الشّرفةِ،

فَطالعَتنْي المَدرسةُ الكَبيرةُ جدًا الّتي جَمعَتْ
أحلامَ كُلِّ الأطفالِ بالتعلّمِ والابتكارِ بَعيدًا
عَن الحروبِ والدّمارِ.

ثمَّ جاءتنْي فِكرةٌ عَظيمةٌ كي أُحقّقَ بَقيّةَ الأمنياتِ بِنَفسي بَعيدًا عن النّجومِ.
رَسمتُ على ورقةٍ قَلبًا كَبيرًا؛ كي أُعطيَهُ لكلِّ مُتخاصمَينِ، حَتّى يَتعانَقا،

وَوَضعْتُ أوراقًا وألوانًا في حَقيبةٍ، أقدّمُها لكلِّ طِفلٍ حَزينٍ، حتّى يَرسمَ سَعادتَهُ!
